الموضوع
عرفت احدى المدن المغربية في شهر مايو من سنة 2010 نجاح فريق من جهاز شرطة القرب ليلا في اعتقال مجموعة مكونة من أربعة شباب – ثلاثة منهم من اصحاب السوابق الأجرامية ب / ج/ د ، متلبسين بإخراج جثة فتاة عذراء كانت تبلغ قيد حياتها 24 سنة ، وذلك بعد دفنها مباشرة ، تم قاموا بالتناوب على الاعتداء عليها جنسيا ، باستثناء زميلههم أ المعاق جسديا ، والذي اقتصر دوره على مراقبة مدخل المقبرة و تحذيرهم في حالة اقتراب أي شخص منهم ، بناء على التعلمات التي حددها له مسبقا ج .
ماهي الصفة الجرمية التي يحملها كل من أ /و /د/و /ج من جهة ؟
ماهي معايير تحديد العقوبة المستحقة لكل من ب / و/ ج/ و /أ/ من جهة ثانية ؟
مع التعليل وفق أحكام القانون الجنائي العام .
الجواب المجرم و صوره الفاعل الأصلي و المساهم و المشارك
تشكل الجريمة في عمومها سلوكا و مستهجنا من قبل المجتمع ككل ، ورغم ذلك فإن تطورها وتنوعها يبقى في تزايد مستمر ، و الواقعة التي بين تشكل جريمة فريدة من نوعها ليس فقط من حيث بشاعتها وغرابتها بل وحتى من حيث إستحالة تصور وقوعها في أي مجتمع معاصر مهما كانت خلفيته الثقافية و الايديولوجية و الدينية .
ولتحليل هذا الموضوع من جانبيه الصفة والعقوبة وفق القواعد العامة للقانون الجنائي ارتأينا تقسيم ثنائي نحدد في الفرع الأول منه الصفة الجنائية من /أ /< / تم /د/ على أن نخصص الفرع الثاني لدراسة العقوبة من خلال المعايير التي قال بها الفقه في هذا الخصوص .
الفرع الأول الوصف الجنائي لكل مجرم .
الواقع أن تعدد الجناة في هذه الجريمة من تمييز بعضهم عن بعض ولو في حدود ما كان مجرد التواجد فيها بصرف النظر عن الدور المنوط بأي منهم يتطلب عدم التمييز بينهم .
أولا : الشخص أ .
فإدا نظرنا الى /أ/ والذي اقتصر دوره على مراقبة مدخل المقبرة ، الأمر الذي نستشف منه أنه لم يشارك فعليا في اخراج الجثة والاعتداء عليها جنسيا ، الا أن دوره الفعال في خلق اطمئنان لدى باقي افراد المجموعة لعدم ضبطهم من قبل شخص أجنبي شكل الظروف المواتية لتنفيد جريمتهم التي اختاروا لها جنح الظلام كسيتار طبيعي مساعد وكون /أ/ معاقا جسديا لا يعني أنه وقع تحت اكراه معنوي يعدمه ارادته لأن عمله المسبق بعدم شرعية ما يقوم به زملاؤه وتمييزه له الذي من خلال قبوله مهمة التحدير عن بعد يكفي لاعتباره مشاركا فيها طبقا لمقتضيات المادة 129 ق ج التي يعتبر بموجبها مشاركا في الجريمة جناية كانت أم جنحة من لم يساهم مباشرة فيها ولكنه يساعد الفاعل الأصلي بأعمال تحضرية مادية وهو ما أتاه /أ/ بشل واضح في هاته الواقعة .
ثانيا : الشخص /د/ و الشخص /ج/ .
اذا كان دور /أ/ واضحا من خلال ما حدده له /ج/ فإن الأمر يختلف بالنسبة /ج/ و د / لا أن تحديد من قام بعملية نبش القبر وإخراج جثة الفتاة الحديثة الوفاة لم تستن أي واحد منهم مما يعني أن المجتمع قد تظافرة جهوده لتحقيق ذلك ونفس الاأمر بالنسبة لعملية الاعتداء الجنسي.اللهم ما تفرد به /ج/ من اصدار لأمره للشخص /أ/ مما يمكن أن نفهم منه خلال ظروف الحال أنه يتسيد المجموعة أي أنه فاعل أصليا بدون حاجة لأدلة عن ذلك ، ليكون بذلك الشخص /د/ مساهما في هاته الجريمة طبقا لمقتضيات المادة 128 التي تعتبر بموجبها كل من ارتكب شخصيا عملا من أعمال التنفيد المادي لها ، بل يكفي توفر العنصر المعنوي أي القصد ج الجنائي كاإتحاد ارادة الفاعلين في الجريمة للقول بالمساهمة ، وهو ما توفر بشكل جلاء لدى /د .
الفرع الثاني : معايير العقاب . المجرم و صوره الفاعل الأصلي و المساهم و المشارك
اذا كانت الجريمة موضوع هذه النازية من البشاعة التي لا يمكن تقبلها أيا كانت ظروف الفاعلين ، فإن تصنفيها ضمن الجنايات الخطيرة يعد أمر بديهيا ، غير أن تحديد الاساس القانوني لتحديد العقوبة يبقى لزما بعيدا عن آية مؤثرة خاصة أو مجتمعية لأن القاعدة الاصلية انه لا عقوبة ولا جريمة الا بنص ، خصوصا وأن جريمة غير قائمة هنا ، لأن عدم رضى المجني